الاثنين، 15 مارس 2021

المبعوث الأمريكي أمام تحدي الرفض الحوثي لخطته

 

المبعوث الأمريكي أمام تحدي الرفض الحوثي لخطته

اليمن نت _ ياسين التميمي:

ما إن أعلن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ عن تقديم خطة للحوثيين لوقف إطلاق النار وصفها بالمتماسكة، ومؤكداً أنها معروضة لعدة أيام فقط، حتى جاء الرد من الحوثيين على لسان المتحدث باسمهم محمد عبد السلام بالرفض الكامل لهذه الخطة.

يبرر الحوثيون رفضهم بأن الخطة تتضمن شروطاً سعودية وتعكس الموقف السعودي، ولا تلبي شروطهم.

لم يكشف المبعوث الاممي عن مضامين خطته، لذا لا تتوفر معرفة ولو أولية باتجاهات هذه الخطة، لكن من المرجح أنها إعادة تكييف أمريكية لخطة غريفيث، خصوصاً أن الرجلين تحركا بشكل مشترك لدى الأطراف خلال الأيام الماضية.

أعلنت الحكومة عبر وزارة الخارجية أنها تعاملت بإيجابية مع الخطة الأمريكية، وهو أمر متوقع طالما أن السعودية وافقت عليها وفقاً للمبعوث الأمريكي.

لكن لماذا رفض الحوثيون هذه الخطة.؟ الإجابة على هذا السؤال ربما تحتاج إلى الاطلاع على مضمونها، لكن من الواضح أن جزءاً من هذه الخطة يقضي بحرمان الحوثي من تحقيق أهدافه العسكرية في مأرب.

وبقدر ما يعتبر الحوثيون الخطة الأمريكية مؤامرة بقدر ما تتضمن التزامات تصل إلى حد التنازلات والتي ليست جزءاً من قاموس ميلشيا الحوثي التي تتكئ على القوة في تمرير أجنداتها دونما التفات إلى ما يقوله الآخرون.

ليس لدى واشنطن حلولاً بديلة للتعامل مع الحوثيين بما يجعلهم أكثر استعداداً للقبول بالخطة الأمريكية، فهم يتصرفون بنفس طويل، وهذا قد يسمح للوقائع الميدانية بالمزيد من التغير لصالح الشرعية التي تدعمها السعودية، وهذا ما نراه اليوم من نجاح للجيش الوطني والمقاومة في تحرير مساحات واسعة ومهمة الأراضي في غرب تعز وحيازة إنجازات استراتيجية بالوصول إلى البرح وتأمين طرق جديدة تربط بين تعز وساحلها الغربي في المخا وباب المندب.

لكن إلى أي مدى ستتصرف السعودية ضد التصور الخاطئ الذي تمسكت به طيلة السنوات الماضية من زمن الحرب والذي جعلها تفكر بعقد صفة مع الجماعة الحوثية تقوم على أساس أن أمنها سوف يتحقق من خلال ترتيبات سياسية مع جماعة الحوثي تبقيها مسيطرة على مقدرات الدولة في اليمن..؟

وزارة الخارجية ألمحت إلى أن السبيل الوحيد لحمل الحوثي على القبول بالسلام لن يتحقق إلا بتوسيع نطاق المواجهة معه، وهو أمر يبدو كما لو كان ينفذ حالياً على أرض الواقع.

لقد وصل المبعوث الأمريكي إلى ما يمكن اعتباره أول التحديات التي تضعه في مأزق، كما وضعت نظيره الأممي مارتن غريفيث، ولا ندري ما هي طبيعة المرونة الأمريكية التي يمكن أن تبقي على الأمل معقوداً على التسوية السياسية في وقت تشتعل فيه الجبهات ويزداد إصرار الحوثيين على التصرف كما لو كانت مأرب جزءاً من التركة الجغرافية التي باتت بحوزتهم، وهو أمر مستبعد إلى حد كبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق